13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعشق معظم الأطفال التلفزيون، ويمضون أمام شاشته أوقاتا طويلة، لذلك فمن الضروري تدخل الأهل لمراقبة ما يشاهدونه وتحديد الوقت المسموح به للمشاهدة..لكن كيف يكون الوضع عندما يصبح التلفزيون وسيلة إلهاء للطفل، فيوضع أمام الشاشة لأوقات طويلة، بينما تنجز أمه أعمال المنزل مثلا..يتفق خبراء علم النفس والتربية، على أن فوائد التلفزيون قليلة جدا، مقارنة بسلبياته..إذ أن تمضية أوقات طويلة أمام الشاشة الصغيرة، من شأنها أن تصيب الأطفال، بمشكلات صحية عدّة منها..تأخر النمو، الاضطرابات السلوكية، والصعوبة في التعلم..التلفزيون أصبح الأداة المعطلة للدراسة وللإبداع لدى أطفالنا الصغار..والحقيقة التي لا بد أن يواجهها الآباء والأمهات هي ضرورة تحديد ساعات معينة للطفل ليشاهد فيها التلفزيون وفي لقاء مع (كينيث بيكر)وزير التعليم الإنجليزي قال «يجب تحديد فترات مشاهدة التلفزيون حتى ولو كان ذلك سيتسبب في إحداث المشاكل..ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار أنه من غير الواقعي أن نمنع الأطفال من مشاهدة التلفزيون..ولكن يجب فقط تحديد فترة المشاهدة..وعلى الوالدين اختيار ما هو مناسب لأطفالهما، ويجب ألا يستخدم التلفزيون لتضييع الوقت لدى الصغار لأنه يوجد ما هو أهم من التلفزيون مثل اللعب..والمشي، وزيارة الأماكن كالأندية الرياضية، والثقافية..».وعلى الوالدين أن يظهرا اهتمامهما بالواجب المدرسي، وأنا أحبذ أن تضع كل مدرسة برنامجا خاصا بها، ليؤدي الواجب في المدرسة بعد انتهائها، ويشرف عليهم بعض المدرسين المختصين..التأثيرات السلبية ◄لا يمكن الإنكار أن التلفزيون أصبح جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، باعتباره وسيلة اتصال مع الأحداث الخارجية، إضافة إلى كونه وسيلة ترفيهية، تبعد الملل عن أيامنا..إلا أنه في الوقت ذاته يعتبر مضرا بصحة أولادنا، وله تأثير سلبي على المدى الطويل والقصير..صوت وصورة ◄إن الصور والأصوات الصادرة عن التلفزيون قد تشكل صدمة للطفل، ومن الصعب تحديد تأثير هذه الصدمة عليه..فخاصة الألوان والأصوات يمكن أن تكون مؤذية بالنسبة إلى الطفل الصغير..حيث إن الضجة العنيفة يمكن أن تخيف الطفل..كما أن الطفل الذي غالبا ما يتسمر أمام التلفزيون يعتاد على الصور المتحركة، فيجد لاحقا صعوبة بالاعتياد على صورة الكتب الجامدة..تحفيز القدرات ◄تساهم عدّة أمور في تحفيز نمو قدرات الطفل، مثل:ابتسامة أمه، التواصل مع الآخرين، الألعاب..أما التلفزيون فليس له دور في نضج الطفل قبل عمر السنتين، بل هو يسيطر عليه ويخدره..إن بعض المحطات المخصصة للأطفال تدّعي أن التلفزيون يحفز ذاكرة الطفل وينميها، إلا أن هذا الادعاء خاطئ..فقد أثبت باحثون في جامعة «سياتل»في الولايات المتحدة الأمريكية..أن برامج الأطفال لا تنمي قدرات النطق، والكلام، لدى الطفل..بل على العكس تؤخرها خصوصا بين سن ال 8 وال 16 شهرا، حيث إن الضجيج المتواصل، والمزمن، يمنع الطفل من التركيز على سلسلة تلفزيونية محددة، والنتائج..مشاكل في التركيز، والانتباه، تظهر في المدرسة..إضافة إلى الميل إلى الخمول، والكسل..وهناك عدد ليس بقليل من الأمهات في أيامنا هذه..يلجأن إلى وسيلة نمطية لإسكات الطفل تجعله يشعر بالنعاس ليخلد إلى النوم بسرعة..هذا سلوك لا إنساني، إذ أن الطفل بحاجة قبل كل شيء، إلى الشعور بالاطمئنان، والحماية من خلال وجود إنساني بقربه: صوت أمه أو أبيه ورائحتهما، تشكلان الوسيلة الأفضل لراحته، ولا يجب البحث باستمرار عن الحل في الخارج..وأشير هنا إلى أنه ليس بالتلفزيون وحده نربي أطفالنا، فيجب استخدام التلفزيون نادرا، وليس قبل عمر السنتين، فهو يجب أن يكون قاعدة حوار بين الأهل وطفلهم..ويجب استبدال الشاشة بالكتاب، والصور الجامدة، حسب رأي «سيرج تيسرون»..طبيب ومحلل نفسي ومدير الأبحاث في جامعة فرنسا الخامسة..